Monday, April 1, 1996

القمص عازر توما السائح

-->
القمص عازر توما السائح ولد فى قرية السلامية التابعة لمدينة نجع حمادى عام 1902 م وكان إسمه بهنام عاش فى بيئة مقدسة ، فكانت جدته فى الصيام الكبير وجميع السيدات فى ذلك الزمان يعسكرون ويقيمون فى دير الأنبا بلامون يصومون ويتفرغون للعبادة ، وفى الدير من ناحية الأكل بعد القداس الذى ينتهى متاخراً كانوا يطبخون البقول مثل العدس والبصارة دور داير يعنى كل أسرة عليها يوم ويأكل الجميع فرحون بالصوم الكبير . وكان بهنام صغيراً مع جدته يرى هذه الأمور وكان يلبس شماس فى القداس وأتفق معه أبونا الكاهن قبل أن ينام وقال له يا بهنام نام بدرى علشان تقوم بدرى لأنى هاعدى عليك علشان تخدم معى فى القداس البدرى . وفى الثالثة فجراً مر عليه أحد الكهنة أيقظه واخذه وعملا قداسا والكاهن اعطاه قربانه ثم عاد لجدته ونام فى الخامسة صباحاً . ثم جاء كاهن الدير الساعة 6 علشان يعمل قداس ونادى يا بهنام فأستيقظ بهنام وقال له ماذا تريد يا أبى فقال له نذهب للقداس قاله يا أبى مر بى احد الكهنة وعملنا قداس واعطانى قربانة ففهم الكاهن أن بهنام صلى مع السواح . وعندما كبر بهنام ذهب إلى خاله فى الوادى الجديد حيث كان يعمل فى السكة الحديد وهناك سمع أن هناك منطقة تسمى البجوات وهى منطقة أثرية مسيحية تشمل حوالى أربعين دير وكنيسة فأستاذن من خاله أن يذهب ليراها منذ بداية اليوم فذهب ليرى هذه المنطقة الجميلة واخذته منظر الكنائس والأديرة طول النهار ، فتاه وضل الطريق وكان جوعان وعطشان ، فظهر له شخصان قالوا له ماذا بك يا بهنام ؟ ففوجىء إنهم عارفين إسمه فقال لهم إنه ضل الطريق وإنه جوعان وعطشان فأحدهم اعطاه شيئا مثل الترمسه ليأكل وعندما أكلها شبع وطلب يشرب فأخرج الرجل الثانى قارورة صغيرة بها ماء وعندما شرب ما بها من ماء أرتوى ثم قالوا له إمسك بيديك فى يد كل واحد منا وصلى أبانا الذى فى السموات وعندما إنتهى وجد نفسه أمام بيت خاله . الشماس بهنام خدم مع القديس القس بولس العابد أب إعتراف الأنبا تيموثأوس الأسقف العام المتنيح ، ثم خدم كتلميذ مع الأنبا باسيليوس أسقف الأقصر المتنيح . وفى أحد الليالى وبهنام نايم فى الحجرة المجاورة لحجرة الأنبا باسيليوس رأى نورا شديداً وهو نايم فأستيقظ على الفور وقام من نومه ورأى ما لا يرى ، رأى الأنبا باسيليوس وهو يصلى وكان عمود نور من الأرض للسماء . فقال الأنبا باسيليوس لبهنتم ممنوع أن تتكلم فى هذا الموضوع إلا بعد نياحتى فقال بهنام لسيدنا الأسقف
:
ربنا يعطيك طول العمر يا سيدنا قال سيدنا له هم ثلاثة أيام فقط ، وفعلا بعد ثلاثة أيام تألم سيدنا ومرض وحاولوا علاجه لكنه مات بعد ثلاثة أيام كما قال لبهنام .
+
إترسم بعد الأنبا باسيليوس الإنبا إبرام أسقفا على الأقصر فقال لبهنام : قررت أن أرسمك قسا متجولا فى الأرياف بدون مذبح محدد . تمر على القرى الفقيرة وتعظ الناس فى الإجتماعات ثم تاتى يوم تعمل لهم قداس على لوح مكرس . وفعلا بهنام إترسم كاهن قرية بإسم عازر وأصبح أبونا عازر كاهن متجول معاه بإستمرار جرس صغير فى يده يدق وهو ماشى علشان الناس تحضر الإجتماع وتانى يوم قداس فى بيت احدهم على لوح مكرس . ذهب أبونا عازر إلى قرية تسمى كلح الجبل تبع الأقصر وجد منزل حجرتين إشتراه وعمل كنيسة بمساعدة الخادم الدكتور / طلعت عبده حنين فهو كان سخياً فى العطاء غيوراً على الخدمة والكنيسة . وبعد شراء البيت الذى أصبح كنيسة على إسم مار جرجس . كان ينبه على الناس كل يوم جمعه فى الميكروفونات " هدوا الكنيسة " وفعلا هدوها . فسافر أبونا عازر توما للبابا كيرلس وقال له ما حدث فكتب البابا كيرلس للرئيس جمال عبد الناصر فأمر الرئيس ببناء كنيسة مار جرجس بكلح الجبل على نفقة الدولة . وبدا العمل من جديد فى بناء الكنيسة وكان المأمور كل يوم والتالى يأتى ليطلب التصريح والتصريح تأخر فجاءت أعياد ثورة 23 يوليو فبعث أبونا عازر تليغراف تهنئة للرئيس جمال عبد الناصر بعيد الثورة ، فأرسل الرئيس هذه البرقية ( رئيس الجمهورية يشكر كاهن وشعب كنيسة مار جرجس بحاجر كلح الجبل على تهنئتهم بعيد ثورة 23 يوليو ) فكان أبونا عازر يقدم هذا التليغراف لمأمور المركز ويقول له " هذا أقوى من التصريح ، الرئيس بنفسه يشكرنا ومعترف بكنيسه مار جرجس بكلح الجبل " . فما كان من المأمور إلا أن يتركه فى حالة يبنى الكنيسة . مجلة أسرة السواح كنيسة القديس مرقص الرسول العدد الحادى عشر " السنة الثانية